كشفت دراسة سعودية حديثة أجراها متخصص في علوم الحركة عن أهمية إدراج دروس التربية البدنية في مدارس البنين والبنات في المملكة لتلافي أمراض السمنة والاكتئاب وأمراض نقص الحركة التي تضيّع على الأسر ملايين الريالات مقابل توفير العلاج.
وأكدت الدراسة التي أجراها الأكاديمي فهد القحيز المحاضر في الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم على عينة من طلبة وطالبات المرحلة الابتدائية وجود ارتباط وثيق بين التحصيل العلمي وممارسة التربية البدنية، مما يدعو إلى إدخال منهج التربية البدنية ضمن مناهج مدارس البنات الابتدائية على وجه الخصوص بعد أن أوضحت الدراسة تفوق الطلاب والطالبات المشاركين على غير المشاركين في التحصيل الدراسي والمرونة والسرعة.
وتوصلت الدراسة إلى أن الطلاب المشاركين في الدروس الرياضية والذين تراوحت أعمارهم بين العاشرة والرابعة عشرة قد أحرزوا دلالات إحصائية واضحة بينهم وبين الطلبة غير الممارسين للرياضة ووضح ذلك في القوة العضلية واللياقة القلبية والقدرة ومستوى التحصيل الدراسي، كما أوضحت الدراسة وجود علاقة عكسية بين المرونة والتحصيل الدراسي لدى المجموعتين وكانت قوية في مجموعة الطلاب المشاركين.وتساند الأبحاث والدراسات الحديثة هذا الاتجاه حيث أظهرت ان ممارسة النشاط البدني له آثار ايجابية على وظائف الجسم وتحسن الحالة الصحية والنفسية وأشارت إلى أن الخمول البدنى له آثار سلبية من أبرزها أمراض الاكتئاب والتوتر النفسي الزائد وامراض نقص الحركة التي تشمل أمراض الشرايين القلبية والسكري والسمنة وهشاشة العظام وأمراض المفاصل.
ويقول الباحث فهد القحيز عن ذلك ان اللياقة البدنية لها مدلولان احدهما مرتبط بالمهارات التي تتعلق بشكل اكبر بالمقدرة الرياضية والآخر مرتبط بالصحة.ووصف احد المهتمين في مجال الصحة واللياقة بان الأولى هي مثل السراب الذي نجري خلفه ولا نستطيع الإمساك به والثانية هي عملية مستمرة وليست امتلاكا، وبما أن الواجبات اليومية للحياة المعاصرة تتطلب صرف طاقة قليلة ولميل الإنسان لاعتبار اقتران الوقت الترويحي مع عدم النشاط، فقد اعتبر بعض الباحثين إضافة ثلاثة أسباب أخرى إلى جانب تقديم الطاقة للعمل الترويح والحالات الطارئة ليكون الفرد لائقا بدنيا وذلك للمساعدة على تجنب امراض قلة الحركة والاستفادة القصوى من القدرات العقلية والشعور الجيد بالحيوية والطاقة.
ويقول القحيز معد الدراسة بان إدخال التربية الرياضية للمرحلة الابتدائية للجنسين أصبحت ضرورة لا بد منها، فممارسة الرياضة في سن مبكرة تكسب الطالب مهارة التكيف في سن صغيرة.مشيراً إلى وجود أهداف اقتصادية هامة، فبعض الأسر تنفق أموالاً كثيرة في سبيل علاج أبنائها من أمراض السمنة وما يترتب عليها من أمراض ثابتة، فإدخال الرياضة يقلل من حجم هذه التكلفة. وأبان القحيز أن ممارسة البنات للرياضة داخل أسوار المدارس يجعلهن في مكان آمن وتحت رقابة تربوية من المعلمات أفضل من ممارستها في أندية بعيدة عن الأسرة ورقابة الأهل، مشيرا إلى أن تطبيق الرياضة داخل المدارس يدعم الجانب الاقتصادي للدولة حيث تصرف على تأمين الأدوية والأطباء والاختصاصيين الأموال الطائلة لعلاج السمنة وامراض العصر المترتبة عليها.
وأكمل أن إدخال ثقافة التربية الرياضية وممارستها بشكل يومي داخل المدارس وغرس حب الرياضة فى نفوس النشء يجعل التأثير عليهم في سن مبكرة سهلا وممكنا الأمر الذي يتسق مع الاتجاه العالمي نحو الوقاية بتجنيد الطاقات ودفعها نحو ضرورة ممارسة الرياضة.وأوضح فهد القحيز أن نواة الأسرة هي الأم فإذا كانت الطالبة تنشأ على ممارسة الرياضة فإنها ستدرك من خلال ممارستها للرياضة مدى أهميتها والمامها بثقافة التربية البدنية وستعود أبناءها وتشجعهم على الرياضة لتحقيق النمو الصحي والنفسي السليم لهم.وقال إن هذه الخطة طويلة الأمد تجنى ثمارها بعد خمس عشرة سنة تقريبا لكنها بالتأكيد ستنعكس على المجتمع ككل وستخلق جيلاً يتمتع بالصحة العقلية والبدنية.